وسائل حفظ السنة الحديثة ومحاسنها ومساوئها

وسائل حفظ السنة الحديثة ومحاسنها ومساوئها ، إن السنة النبوية الشريفة هي المصدر الثاني للتشريع في الإسلام.
حيث أنها تتضمن كل ما ورد عن سيد الخلق النبي محمد صل الله عليه وسلم من قول أو فعل، مما يعني أنها تشتمل على أسس وقواعد هامة في ديننا الحنيف.

وتعتبر السيرة النبوية جزءًا من السنة، فقد اشتملت سيرة المصطفى على كل شئ في جوانب حياته، بما في ذلك أكله وشربه وملبسه وزوجاته ومعاملاته.

كما اشتملت على الغزوات التي قام بها وما تكبده وتحمله لنشر الدعوة ونشر الدين الإسلامي في بقاع الأرض.

شكلت السنة النبوية الشريفة مثالًا عظيما يُحتذى به المسلمين، ويسيرون على نهجه في حياتهم، مما يحقق لهم السعادة والخير، فكل ما قاله ما هو إلا وحي من الله، قال تعال في سورة النجم ” وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4)”.

كما أن ديننا لا يكتمل دون اتباع السنة، وذلك تبعًا لقوله تعالى في سورة المائدة على لسان سيدنا محمد ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”.

وسائل حفظ السنة الحديثة ومحاسنها ومساوئها:

مع تطور العلم ودخول التكنولوجيا في حياتنا، ظهرت وسائل عدة للتعليم والتثقيف، ومنها وسائل حديثة لحفظ الكثير من العلوم ولا سيما علوم السنة النبوية والسيرة المحمدية.

وسوف نتطرق في هذا المقال إلى ذكر أهم الوسائل الحديثة في حفظ السنة النبوية، وأهم ما تحمله تلك الوسائل من مميزات وعيوب.

الوسائل الحديثة في حفظ السنة النبوية

• المواقع الإلكترونية والتي حملت على عاتقها نشر السنة النبوية والسيرة المحمدية والأحاديث الصحيحة، والتمييز بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف.

• التخزين على الهواتف الحديث وكذلك الأقراص الصلبة، حيث يمكنك تخزين كم هائل من المعلومات بكل سهولة، واسترجعها متى شئت.

• مواقع التواصل الاجتماعي والتي باتت إحدى أهم وسائل نشر التوعية للمسلمين، واحد طرق تعلم علوم السنة عبر العديد من الصفحات، والتي تخصصت في ذلك العلم الجليل.

• مع تطور تكنولوجيا المعلومات وظهور إمكانية تحديث المعلومات، مما جعلك أكثر تمكنًا في استرجاع ما شئت من معلومات بشكل مبسط.

• تنوع طرق البحث سهَّلت على الباحثين وطلاب العلوم الشرعية بحث وحصر المعلومات وذكر مصدر كل معلومة.

ونستخلص من ذلك أن الانترنت والمواقع المختلفة قد سهل أمر البحث وتعلم المزيد فيما يخص علوم ديننا ولا سيما السنة النبوية.

والآن علينا البحث في أكثر ما قدمته تلك الوسائل من مميزات لعلوم السنة فتابعونا..

مميزات الوسائل الحديثة في حفظ السنة النبوية

• الوسائل الحديثة هي الاكثر استخدامًا في وقتنا الحالي، حيث أصبحت تستقطب عددًا كبيرًا من الناس والباحثين، بشكل أكبر من الكتب.

• سهولة حفظ المادة العلمية على الأقراص الصلبة والضوئية وغيرها، مثل CD-ROM، HARD DISK، FLOPPY DISK.

• يمكنك تخزين كم هائل من المعلومات، دون الحاجة لمكان واسع ملئ بالكتب والمراجع التي يصعب حملها أحيانًا، حيث يمكنك حفظ ما تريد من معلومات في حيز صغير كهاتفك مثلا.

• تتمكن من تقديم المعلومات لغيرك عن بعد، كما يمكنك نشر المعلومات التي جمعتها بشكل سريع للغاية وبكل سهولة، وذلك عبر الانترنت.

• يمكنك تحديث المعلومات وتزويدها باستمرار وبسهولة.

• اختصار الكثير من الوقت والجهد في مراحل التصحيح والمراجعة وكذلك النشر والطبع والتوزيع إضافة إلى أن الكتب لم تعد تلقي رواجا مثل ذي قبل.

• يمكنك نسخ ما تريد من معلومات في كثير من المواقع والمكتبات الإلكترونية ولصقها في ملف خاص بك، حيث تضيف عليها أو تختصرها كما تريد كباحث وطالب علم، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد والمال.

• يمكنك طباعة ما تريد من معلومات وحفظها لديك بشكل ورقي، إن أردت ذلك.

أثناء بحثنا عن وسائل السنة الحديثة ومحاسنها ومساوئها ، ظننت في بادئ الأمر أنني لم أجد لهذه التقنيات الحديثة مساوئ ذات أهمية، أو بمعنى آخر سلبيات، ولكنني وجدت الكثير.

فهيا بنا عزيزي القارئ لنعرف سويا المزيد عن مساوئ الوسائل الحديثة لحفظ السنة النبوية الشريفة.

مساوئ وسلبيات الوسائل الحديثة لحفظ السنة النبوية

على الرغم مما تحمله التقنيات الحديثة من تسهيل للمعرفة والتعلم، إلا أنها تحمل في طياتها العديد من السلبيات التي قابلتنا عند البحث عن وسائل حفظ السنة الحديثة ومحاسنها ومساوئها، والتي يجدر بنا معرفتها.

يمكننا تلخيص سلبيات الوسائل الحديثة في أمرين هامين وهما، سلبيات النشر الالكتروني عامة، وخطورة تلك الوسائل على علوم السنة.
ولنبدأ معًا في الحديث عن أول هذين الأمرين، وهو سلبيات النشر الالكتروني بشكل عام.

سلبيات النشر الالكتروني عامة :

• كثرة المواقع والمكتبات الالكترونية والتي تفتقد إلى المصادر والمراجع الأصلية، مما أدى إلى وجود الكثير من المعلومات المغلوطة، والتي تشكل خطرا كبيرا على ثقافة الشعب ووعيه.

• النشر الالكتروني قد يفتقد إلى التحليل والفهم أحيانا، حيث أن الباحث يتعامل مع نصا جامدا، ومجرد معلومات تم سردها دون ذكر المراجع المأخوذة منها على الأرجح.

• افتقاد النشر الالكتروني لحقوق الملكية الفكرية للمؤلف والناشر، حيث يفتقد المظلة القانونية التي تحميه مؤلفيه، وتقنن سرقة المحتوى.

• تعتمد نتيجة بحثك عن كتابتك لما تبحث عنه، بمهنى أنك إن أخطأت في كلمة أو مرادفها قد تظهر لك نتائج بعيدة عما تريد وعما تبحث عنه.

• صعوبة التمييز بين المعلومات الأصلية والمسروقة، وذلك نظرا لكثرة المكتبات الالكترونية والمواقع البحثية إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مما جعل أمر الرقابة على كل ما ينشر صعبًا للغاية.

• تفتقد العديد من المواقع التوثيق العلمي للمادة المنشورة، وذلك بسبب عدم وجود آلية واضحة للعمل والمتابعة والتوثيق من قبل الجهات المتخصصة.

• ضعف الهمة في تقديم معلومة موثقة للقارئ والباحث، فقد أصبح الهدف الأول من تلك المواقع والمكتبات الالكترونية الربح المادي والدعاية الإعلامية.

مما سبق يمكننا القول أنك لابد وأن تعتبر تلك المواقع والتقنيات الحديثة ما هي إلا وسيلة للبحث، ولكنها ليست مصدرا موثوقًا للمعلومة، إلا بعض المواقع التي تمكنت من اكتساب ثقة الباحثين عما تنشره.
والآن لننتقل لأمر آخر من سلبيات التقنيات الحديثة، والذي وصلنا إليه خلال بحثنا عن وسائل حفظ السنة الحديثة ومحاسنها ومساوئها.

مدى خطورة وتأثير الوسائل الحديثة على علوم السنة

الوضع الحالي للوسائل البحث والحفظ لعلوم السنة ومصادر التشريع قد تكون أكثر خطورة مما يتوقع الكثيرين.
وذلك نظرا لعدم دراية القائمين عليها بالعلوم الشرعية، كعلم الحديث والتفسير والسيرة النبوية، مما أدى إلى تفاسير مختلفة تبعًا لمعرفتهم، دون الاستناد إلى مفردات ومصطلحات العلم.

انعدام الرقابة على ما يتم نشره عبر تلك الوسائل الالكترونية الحديثة، جعل الأمر أكثر خطورة، حيث انتشرت العديد من الأفكار الهدامة والبعيدة عن ديننا، و التي غالبا ما تستند على نصوص ضعيفة وتفسيرات خاطئة.

مما جعل الأمر أشبه بالقنبلة الموقوتة، ولا أبالغ في هذا المصطلح، ففي وجهة نظري أن انعدام الخطاب الديني الواعي وفقدان نشر معلومات دينية صحيحة ماهو إلا بذرة انهيار مجتمعي مؤسف.
ونستطرد معً في نقاط محددة أهم المخاطر التي تتعرض إليها السنة النبوية وغيرها من العلوم الشرعية بسبب وسائل الحفظ الالكترونية الحديثة.

المخاطر التي تتعرض لها العلوم الشرعية من قبل الوسائل الالكترونية:

• لقد سهلت تلك الوسائل لغير علماء السنة ولا الدارسين لها من النشر والتفسير، مما أوقعهم في أخطاء خطيرة، ولهذا وجدنا في وقتنا الحالي الكثير ممن يشكك في السنة ويثبت حديث وينفي آخر.

• نشأ العديد من الكتابات غير الصحيحة والتي تفتقد الاستناد لأصل وقواعد علوم السنة والحديث الصحيحة، بسبب قلة إدراك القائمين على النشر بالعلوم الشرعية.

• اتباع الكثير من الناس لتلك التفسيرات الخاطئة، رغبة منهم في التقرب إلى الله والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي ولكن للأسف دون هدى، مما أوقعهم في أخطاء عدة في حياتهم.

• فقدان الهمة في نشر معلومة صحيحة، وانتشار الهدف التجاري والربح المادي، مما جعل الكثير من الكتابات تفتقد التدقيق والتوثيق والمراجعة.

• كثرة الأخطاء والسقطات وعدم التدقيق والمراجعة في أغلب تلك الوسائل، مما أدى إلى تبديل المعنى وتغييره.
• إبعاد الباحث وطالب العلم عن التعامل مع الكتاب الورقي والمراجع الأصلية، والتي لا غني عنها في علومنا الشرعية.

• انتشار المعلومات والتفسيرات الخاطئة عن ديننا الحنيف، الأمر الذي أدى إلى ظهور الخطاب الديني المتشدد ومن ثم ظهور الإرهاب، وانتشار فكرة الجهاد.

• ظهور العديد من الفتاوى التي تسئ إلى ديننا وإسلامنا من أشخاص قد نادوا أنفسهم باسم المشايخ، وتحدثوا باسم الدين.
وعلى الرغم مما ذكرناه في الأعلى، إلا أننا لا يمكن إنكار ما أضافته تلك الوسائل الحديثة من إيجابيات على التعلم بشكل عام.
ولكنها تفتقد إلى بعض الأمور التي تحتاج إلى مزيد من التمحيص، حتى تتمكن تلك الوسائل الالكترونية على اختلافها، من تقديم خدماتها دون قصور
.

لذلك لابد من توافر رقابة على تلك الوسائل، وتراقب أيضا من يقوم بالكتابة والنشر من خلالها، حتى لا تصبح الكتابة مهنة من لا مهنة له، مما يؤدي إلى نشر الكثير والكثير من المعلومات المغلوطة.

ولهذا كم نأمل بتغير مستقبلي وتطور علمي يزيد من مصداقية الوسائل الالكترونية المختلفة، ويعلو من مكانتها وقيمتها العلمية والتثقيفية.