قال الشيخ د. علي الربيعي: إن هنالك العديد من الأشخاص الذين قاموا باتهام نبينا بالإرهاب والكذب والتضليل،
وقاموا بمحاولة تشويه الصورة المشرقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
وذلك من خلال لفق الأباطيل له لكن الله عز وجل لم يتركه لوحده بل سخر له المسلمين
من أجل أن يدافعو عنه، كما أن العلماء قد قاموا قديماً بالاهتمام
بالأحاديث الشريفة والبلاغة النبوية، كيف ولا وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أفضل من جاء بالحكمة وفصل الخطاب وأعظم من نطق بالضاد،
كما أن مجازه يحتل المكانة الثانية بعد القرآن الكريم، وفي مقالنا هذا سنتحدث عن روائع الحديث الشريف مع الشيخ د. علي الربيعي.
ما هي أهمية الحديث الشريف كما وضحها الشيخ د. علي الربيعي ؟
يعد القرآن الكريم من أهم المصادر الرئيسة في اللغة والأدب ثم يليه السنة النبوية،
التي تزود الإنسان المؤمن والأدباء والشعراء وتنور فكرهم،
كما تتميز الأحاديث النبوية بسحر خاص من النواحي اللغوية والفنية والأدبية والبلاغية التي لم يتم التركيز عليها إلى الآن،
بل تركز اهتمامهم في المحافظة على الأحاديث الشريفة وعلى روايته ودرايته.
ما هو الحديث الشريف ؟(الشيخ د. علي الربيعي)
يقصد بالحديث النبوي كل فعل أو أمر أو قول جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
حيث إن هناك أحاديث قد شرحت أوامر الله في القرآن الكريم ونواهيه، وأحاديث فيها أحكام وأوامر، وأحاديث أخرى متعلقة بعلوم الشريعة مثل علوم الفقه والمواريث وغيرها،
كما أمرنا القرآن الكريم باتباع كل ما جاء عن رسوله الكريم المصطفى حيث قال الله تعالى ( ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) .
من روائع الحديث الشريف مع الشيخ د. علي الربيعي :
١.أهمية الحياة في الإسلام وحرمة إراقة الدماء :
قال صلى الله عليه وسلم: ((لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن، لأكَبَّهم الله في النار)).
٢. سر راحة المؤمن في الحياة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حُسنِ إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه)).
لاحظ أنها كلمة نبوية لخصت سر راحة المؤمن وجمعت الورع كله .
٣.عظمة صلاة الوتر :
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه خطب الناس يوم الجمعة فقال: إن أبا بصرة حدثني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله زادكم صلاةً، وهي الوتر، فصلُّوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر)).
كان فضل هذه الصلاة بأنها خاتمة الصلوات، وهي التي تقسم بين صلوات الليل وصلوات النهار،
وأن الله سبحانه وتعالى فضل بها على عباده لنزداد بها شرفاً.
٤.فضل بعض آيات القرآن الكريم:
لقد خصص الحديث النبوي بعض آيات القرآن الكريم بالتكريم والتفضيل مثل سورة الكهف :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من فتنة الدجال ))
وكذلك سورة يس :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن لكل شيء قلبا، وقلب القرآن يس،
ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات
وغيرها من الآيات .
٥.فضل ذكر الله تعالى :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن الله تعالى يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه).
٦.كلمات الله سبحانه وكيفية التعامل معها :
من الأدعية النبوية التي علمنا بها رسول الله تعالى : ((رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا)، كما إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا التعامل بأدب مع كلمات الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿ وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ ؟! فما علينا سوى أن نجيب: رضيتُ بالإسلام دينًا.. فما أعظم هذا الدعاء النبويَّ!
٧. سر السعادة في الحياة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحَبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تُدخِله على مسلم)).
لقد صدق رسول الله فالإنسان الذي يسعى لمساعدة غيره تجده أكثر سعادة من الآخرين، لذلك لا يتعرض للاكتئاب عند تقدمه في العمر .
٨. فضل صلاة العشاء في الإسلام :
عن معاذ بن جبل يقول: أبقينا النبيَّ صلى الله عليه وسلم في صلاة العَتَمَةِ فأخَّر حتى ظنَّ الظَّانُّ أنه ليس بخارجٍ، والقائل منا يقول: صلَّى،فإنا لكذلك حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا له كما قالوا، فقال لهم: ((أعتِموا بهذه الصلاة، فإنكم قد فُضِّلتم بها على سائر الأمم، ولم تُصلِّها أمةٌ قبلكم)).
وأيضاً من روائع الحديث الشريف التي ذكرها الشيخ د. علي الربيعي:
٩.متى تتذوق المرأة حلاوة الإيمان :
علمنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن إيمان المرأة بالله لا يكتمل ولاتتذوق حلاوته ولا ترتفع مكانتها عند الله إلا عندما تطيع زوجها، ومن توجيهاته الشريفة في ذلك:
ما جاء عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ولا تجد المرأةُ حلاوةَ الإيمان حتى تؤديَ حقَّ زوجها)).
إذ يعود سبب ذلك كما ذكر أحد الإخوة: “أنها لمَّا أرضت زوجها، وأذاقته حلاوة الحياة بطاعتها له، كافأها الله سبحانه من جنس عملها، فأذاقها حلاوة الإيمان.
١٠. فضل دعاء المسلم لأخيه المسلم :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك موكل به، كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك : آمين ولك مثل ذلك .
١١. سر استجابة الدعاء: ( الشيخ د. علي الربيعي)
قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَن سرَّه أن يستجيب اللَّه له عند الشَّدائد والكرب، فليُكثِرِ الدُّعاء في الرَّخاء)).
قال المناوي: “المراد بالدُّعاء في الرخاء – كما قال الإمام الحليمي: دعاء الثَّناء والشُّكر، والاعتراف بالمِنن، وسؤال التَّوفيق والمعونة والتَّأييد، والاستغفار لعوارض التَّقصير.
١٢.ابتسم :
عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقرنَّ مِن المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلق)).
كما ذكر لنا الشيخ د. علي الربيعي بعض الكلمات النبوية التي تساعدنا في أمور حياتنا وخاصةً في هذا الوقت الحالي:
١-أكد الشيخ د.علي الربيعي على أهمية إماطة الأذى عن الطرُق:
عن أبي بَرزة رضي الله عنه قال: قلتُ: يا نبيَّ الله، علِّمني شيئًا أنتفع به، قال صلى الله عليه وسلم: ((اعزل الأذى عن طريق المسلمين)).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجل يمشي بطريق، وجد غُصْن شوكٍ على الطريق فأخَّرَه، فشَكَر الله له فغَفر له)).
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد رأيتُ رجلًا يتقلب في الجنة، في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس)) رواه مسلم.
٢-من جميل المعاملات الإنسانية:
“كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يواجه أحدًا في وجهه بشيء يكرهه”
٣-أهمية المحافظة على الأسرة وعدم إهمالها :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء إثمًا أن يضيِّع مَن يَقوت)).
٤-أكد الشيخ د. علي الربيعي على المنزلة الرفيعة يوم القيامة لمن يرعى ويعطف على البنات ويربيهن تربية صالحة :
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((مَن عال جاريتين حتى يبلُغا، جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا))؛ وضمَّ أصابعَه[13].
وقوله: ((جاريتين)): أي: بنتين، فمن رزق ببنتين فليحمد الله، فقد خصَّه الله تعالى بفضل عظيم.
٥- من الكلمات النبويَّة التي تعمل على توجيهنا في الطبِّ الوقائي:
عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يدَه - أو ثوبه - على فيه، وخفض - أو غضَّ - بها صوتَه".
٦. الرفق في الحياة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة، إنَّ الله رَفيق يحبُّ الرِّفقَ، ويُعطي على الرِّفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)).
٧. تحريم كل أساليب التعذيب في الحياة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يعذِّبُ الذين يعذِّبون الناسَ في الدنيا)).
وأخيراً:
فقد وجدنا في الأحاديث النبوية روائع فكرية وحضارية كثيرة لا تعد ولا تحصى، حيث إن تمسكنا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، التي جاءت في الأحاديث النبوية هي طريق الفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة، وكذلك فإن السنة النبوية إلى جانب القرآن الكريم يعدان الثقلين اللذان دعا النبي إلى التمسك بهما بقوله تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا أبدا، كتاب الله وسنة نبيه.